هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

حديث من القلب 

ذكرى ملحمة النصر والدروس المستفادة من الأحداث الإقليمية والعالمية


ذكرى ملحمة نصر أكتوبر العظيم معركة العزة والكرامة والسيادة والنصر من أجل استرداد الأرض ولقد تحققت المعجزة فى معركة تدرس فى كتب التاريخ والمؤسسات العسكرية كمعجزة حققها الجيش المصرى العظيم خير أجناد الأرض حماة الوطن وسيفه ودرعه فخر رجال العسكرية المصرية. 
لقد كانت ملحمة أكتوبر رمزا للتحدى والمسئولية ووحدة صف الأمة فلقد وقف الشعب المصرى العظيم خلف قواته المسلحة الباسلة  كحائط صد ومنع وردع وضرب دروسا عظيمة فى حب الوطن وقوة الانتماء والإصطفاف الوطنى حتى تحقق النصر.
فتعالوا نستخلص دروسا ملهمة من معركة العزة والكرامة لتكون لنا نبراسا يضيئ لنا واقعنا المعاصر ونبعا نستمد منه روح الإنتماء وقدسية الأرض وحب الوطن..
فلقد كانت حرب أكتوبر نموذجا فى وحدة الشعب والتلاحم وتوحيد الرؤية نحو هدف واحد وهو استعادة أرض سيناء ولقد قامت الدولة المصرية بالاستعداد للمعركة عسكريا واقتصاديا وسياسيا وإعلاميا وتوعويا بتهيئة جموع الشعب لخوض المعركة  واستخدام كل الوسائل الإعلامية والدينية والمجتمعية فى الدعوة إلى وحدة صف الأمة نحو هدف واحد استعادة التراب المصرى والاصطفاف الوطنى خلف القيادة والجيش حتى تحقق النصر العظيم. 
نحن فى فترة معاصرة واحداث اقليمية وعالمية تقتضي منا جميعا استلهام روح نصر أكتوبر العظيم والدعوة إلى وحدة الصف والوقوف خلف القيادة المصرية فالاصطفاف خلف الوطن فرض وإعلاء المصلحة الوطنية واجب وحق..
أن الدولة المصرية فى بؤرة صراع يحيطها من الاتجاهات الأربعة..
فمن الناحية الشرقية بعد أحداث ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وحرب الإبادة ومخطط التهجير الذى رفضته الدولة المصرية واعتبرته خطا أحمر،
 ولقد بذلت جهودا عظيمة فى إدارة هذا الملف سواء على المستوى الاقليمى والعالمى والحقوقى والعسكرى والقانونى ووقفت ضد هذا المخطط للقضاء على القضية الفلسطينية ومخطط التهجير الذى رفضته الدولة المصرية رفضا مطلقا فهو يمس حق السيادة المصرية..
كلمة حق  
الدولة المصرية ضربت أروع المثل فى الحفاظ على السيادة المصرية والمواقف الثابتة الدالة على أصولها وجذورها وثوابتها  وتعاملت بشرف وقادت معركة دولية فى المحافل الدولية مجلس الأمن والأمم المتحدة  والحقوقية فى محكمة العدل الدولية  وتقديم المساعدات الإنسانية بأكثر من 80% من المساعدات المقدمة وقامت بالدعوة لإنعقاد مجلس الأمن والجامعة العربية لبحث هذه القضية الكارثية لبذل أقصى جهد لإنهاء الحرب ووقف مخطط التهجير وإعادة الإعمار وهذا الدور العظيم للدولة المصرية التى نفتخر به وأننا ننتمى للدولة المصرية صاحبة السيادة والريادة والحضارة..
المخاطر من الجهة الغربية نتيجة الصراع الدائر فى ليبيا والدولة المصرية تبذل جهودا عظيمة من أجل عودة استقرار ليبيا فهى امتداد للأمن القومى المصرى.
المخاطر من الجهة الجنوبية وقضية سد النهضة وعدم الالتزام لدولة أثيوبيا باتفاق ملزم لقواعد ملء السد ومخالفة القانون الدولى واتفاقية الأنهار الدولية.
 ولقد عرضت القضية أمام مجلس الأمن للقيام بدروه المنوط  فى حفظ السلم والأمن الدولى وكذلك عرض القضية على منظمة الإتحاد الأفريقى ومخالفة إثيوبيا القوانين الدولية والاتفاقيات المشتركة والمعاهدات التاريخية والمطالبة بتوقيع إتفاق ملزم لبناء السد..
وهذا مما نص عليه ميثاق الإنشاء لمنظمة الاتحاد الأفريقى ومناقشة القضايا بين الدول الأعضاء والفصل بينهما لتجنب الصراع والنزاع...
فمصر تؤمن بدور القانون الدولى والمؤسسات الدولية والاقليمية فالحق لابد له من شرعية قانونية تحميه بالاضافة إلى استخدام الدولة المصرية لكافة أوجه الحماية للحفاظ على الدولة المصرية من الأضرار المتوقعة من بناء السد ولقد أستعدت على كافة الأوجه بالتوسع فى مفيض توشكى والنهر الصناعى وتبطين الترع وغيرها من المشروعات التى تحافظ على مصر من اضرار بناء السد فى حال الفيضان، بالاضافة إلى بذل الجهود الدولية القانونية والسياسية ولقد  عرضت مصر مخاطر بناء السد فى كافة المحافل الدولية سواء مجلس الأمن ومنظمة الإتحاد الافريقى ومخالفة أثيوبيا لبناء السد والأضرار المحتملة عن علم وخبرة ورؤية استباقية وما حدث مؤخرا فى السودان من أضرار  نتيجة فتح بوابات السد بدون إتفاق ملزم بقواعد الملأ للسد كما طالبت بذلك الدولة المصرية فى المحافل الدولية.
 ولذا يجب على المؤسسات الدولية إتخاذ قرار ملزم تجاه أثيوبيا وإلزامها بالاتفاق مع دول المصب على قواعد ملء السد حتى لا تحدث أضرار جسيمة بدول المصب وهذا مخالف لاتفاقية الأنهار الدولية والقانون الدولى والمعاهدات التاريخية الموقعة بين الدولتين.  
هذا بعض ما تواجهه الدولة المصرية من مخاطر ولقد أدارت هذه القضايا برؤية استراتيجية عميقة تدل على حكمة الدولة المصرية التى تدير معاركها بحكمة وعلم وعقل يحكم  على القضايا بمنظور وطنى يحافظ على الدولة المصرية أمنها وسلامها .
عزيزى القارئ 
اننا فى عالم يتصارع فى ظل غياب دور المؤسسات الدولية والحقوقية وانتهاك كل الاتفاقيات والأعراف والمبادئ الإنسانية التى عرفتها الشعوب من أجل تنفيذ المخططات الهادمة للأوطان فدول قسمت وأخرى دمر جيشها وذلك لكى لا تستطيع الشعوب الدفاع عن أرضها وتنتهك سيادتها فالشعوب بلا جيوش مستباحة أرضها وسمائها تخترق ويخرج أهلها مهجرين فى بقاع الأرض فلم يحافظوا على أوطانهم ولم يتحدوا مع جيوشهم للدفاع عن بلادهم، فالجيوش هى الرادعة والحامية لأمن وسلام الشعوب.
لقد استضافت الدولة المصرية ملايين المهجرين وتحملت الضغوط الاقتصادية والسياسية والمجتمعية والمالية نتيجة هذه الاستضافة وعلى كل من جاء لاجئا العودة إلى بلده للحياة بها والدفاع عنها وبنائها..
وتوجيه كلمة شكر للدولة والقيادة المصرية والشعب المصرى على استضافتهم فى مصر وهذا هو رد الفضل لما قدمته لهم الدولة المصرية من خير ودعم وأمان.
وهذه أهم الدروس للحفاظ على الأوطان وواجب علينا أن نستفيد مما حدث للشعوب من أجل الحفاظ على وطننا بوعينا ووحدتنا وقوة إرادتنا وامتلاكنا أسلحة القوة الشاملة والوعى الوطنى لنحافظ على وطننا.
كلمة حق 
الدولة المصرية تقف منفردة ملتزمة بالثوابت والمبادئ والقيم الإنسانية والقوانين الدولية والأعراف التى عرفتها الإنسانية..
 تقوم الدولة المصرية بدور عظيم فى إدارة الملفات الاقليمية والعالمية برؤية استراتيجية عميقة وحكيمة للحفاظ على الدولة المصرية ومصالحها أمنها وسلامها...
ولقد خاضت الدولة معركة البناء والتنمية وذلك فى العديد من المجالات ومنها.. 
بناء المدن الجديدة وتطوير البنية التحتية وتطوير وسائل النقل والمواصلات وبنية تحتية وإنشاء مصانع جديدة ومشروعات وشبكات كهرباء وطاقة متجددة وطاقة نووية وامتلاك الأسلحة العسكرية الحديثة وصدور قوانين تواكب تطور المجتمع ومبادرات مجتمعية وغيرها من المشروعات التى اقامتها الدولة المصرية ومازلنا نتطلع إلى المزيد من المشروعات الاقتصادية لتحقيق الاكتفاء والنمو والرخاء..

 هذا بعض مما قامت به الدولة المصرية واستكمال منظومة البناء لتحقيق التقدم والتنمية والاكتفاء والسلم المجتمعى.
 عزيزى القارئ
فى الوقت المعاصر الذى يمر بالعالم وبالأمة المصرية علينا التمسك بروح نصر أكتوبر العظيم لتكون ملهمة وداعمة فى الدفاع عن أمن الوطن وبناء مستقبله.
 الوعى الوطنى بالأحداث الإقليمية والعالمية وأسباب قيامها ومخاطرها وتأثيرها على وطننا ..
فى الحقيقة أن دور الدولة المصرية فى إدارة الملفات والقضايا الخارجية دور رائع وفريد فى الدفاع عن أمن الوطن وقدسية ترابه وحق سيادته ومستقبل أبنائه.
فإعلاء المصلحة الوطنية وحماية الوطن هو الهدف الأسمى فالوطن أولا وأبدا وهو قضيتنا المصيرية فالدفاع عنه أمانة وبنائه رسالة.
التعاون مع القوة العظمى العالمية والدولية والاقليمية من منطلق التوازن فى العلاقات الدولية ومبدأ السيادة والمصالح المشتركة والتعاون المشترك .
استخدام أدوات الضغط للدول العربية كما تم استخدامها فى حرب أكتوبر ومنها سلاح البترول فقوة الضغط الاقتصادية قوة منع وردع  والدعوة إلى الوحدة العسكرية والاقتصادية والسياسية كقوة ضغط رادعة ومانعة وحافظة للأوطان.
امتلاك المزيد من أسلحة القوة فهى الأسلحة المانعة والرادعة والحامية للأوطان.
السعى نحو امتلاك السلاح الاقتصادى وتحقيق الكفاية من الإنتاج المحلى وتوظيف كل الامكانيات المتاحة من أجل تحقيق التقدم الاقتصادى والاكتفاء الذاتى.
الاستفادة من المنظمات الاقتصادية الاقليمية والدولية وأهمها اتفاقية البريكس والتبادل التجارى بالعملة المحلية واقامة معارض تجارية لترويج المنتجات المصرية وزيادة معدل التصدير وخفض معدل الاستيراد..
الاستفادة من العلاقات الدولية فى تشكيل وجهة نظر عالمية مناصرة للقضايا الوطنية والإقليمية والعربية.
الوعى الوطنى ونبذ الإشاعات ورفضها والاحتكام إلى المؤسسات الرسمية وما تصدره من بيانات تظهر الحقائق للمواطنين فهو الدور  المنوط بها حتى يتم القضاء على الإشاعات ومحاولة شق الصف الوطنى وتزييف الوعى وتغيب العقول فالدور الإعلامى  وطنى و تنويرى ومجتمعى وثقافى.
ان الدولة المصرية تدير قضاياها وتحتكم إلى لغة العقل والمنطق مع القوة والإرادة  والمصلحة الوطنية فى ظل حوار هادئ يجمع بين الحكمة والعقل والقوة والرشد حتى نخرج من هذه الدائرة ونجنب الوطن مخاطر مرحلة فى قمة الفوضى فى ظل  غياب القانون فأصبح لزاما استخدام كل أدوات القوة والضغط والحكمة والعقل فى الخروج من بؤرة الصراع والحفاظ على وطننا أمنه وسلامه وقدسية أرضه وترابه ومستقبله.
الحفاظ على الثوابت والمبادئ الأصيلة والهوية الوطنية والعقيدة الوسطية فهذه هى القوة الحقيقية للشعوب فى التمسك بجذورها وأصولها وثوابتها وعقيدتها ووحدة شعبها. 
بناء الإنسان علميا وثقافيا ومعرفيا وغرس بذور الإنتماء و الهوية الوطنية فى أبناء الجيل فهم من سيحملوا أمانة البناء ورسالة الدفاع. 
تطبيق القوانين المنظمة ومكافحة الجريمة وخاصة قانون حماية المستهلك وقانون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للقضاء على جرائم الإنترنت ومكافحة جرائم العنف والبلطجة والمواد المخدرة فهذه من أخطر الجرائم المحددة للسلم المجتمعى. 
دور الوسائل الإعلامية فى الدعوة لوحدة الصف بين أبناء الوطن ونشر الوعى الوطنى والإلمام بالأحداث الإقليمية والعالمية بوجهة نظر مصرية خالصة تراعى المصلحة الوطنية بالإضافة للدور التنويرى ونشر الثقافة والمعرفة والوعى الوطنى.  
فيا أبناء وطنى الكرام ..
تعالوا نتعاون ونتشارك ونوحد صفوفنا ونعمل بضمير من أجل الحفاظ على وطننا ومستقبل أبنائنا ونستلهم روح أكتوبر العظيمة لتكون لنا درسا نتعلم منه حب الوطن وقوة الإنتماء والبناء والدفاع  
ليحيا الوطن حرا أبيا عزيزا قويا صامدا ومواجها تحدياته بإرادة شعبه وتلاحمه وشعارنا الإرادة والمسئولية والأمانة وحب الوطن فهو الحضن والملاذ.
فى نهاية المقال..
رسالة محبة واعتزاز وتقدير لقواتنا المسلحة الباسلة رمز الدفاع والفداء وأبطالنا العظام الذين قاموا بملحمة النصر وشهداء الوطن الذين ضحوا بحياتهم فى سبيل الدفاع عنه..
دمتم يا حماة الوطن فخرا لنا ورمز عزة وكرامة ونصر حفظكم الله ونحن معكم شعبا ابيا صامدا محبا وفخورا بقواته المسلحة المدافعة عن أمن الوطن وسلامه..
 ورسالة إلى قواتنا المسلحة الباسلة دمتم يا حماة الوطن أيقونة الدفاع والبناء والفداء وحفظ الله مصر جيشا وشعبا وقيادة أبد الدهر ودائما ننشد أناشيد النصر و عاش إلى قال للرجال عدو القنال ،وبسم الله الله أكبر بسم الله ،حلوة بلادى السمراء بلادى ،وأم البطل ،ووقف الخلق و يا حبيبتى يا مصر سنظل نعلمها لأبنائنا ليتوارثوها جيلا بعد جيل وتعيشى يا مصر وسنظل نستلهم روح نصر أكتوبر العظيم للدفاع عن الوطن ودائما وأبدا تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.